من يملك القانون في أوطاننا هو الذي يملك حق عزفـه !

الاثنين، 15 فبراير 2010

عفوًا أيها القانون !

يبدأ يومه بالصلاة والتوكل على الله.. وبعد تناول وجبة الإفطار يقوم بقيادة (الوانيت) القديم المتهالك والبحث عن راكب يستفتح به رزقه الوحيد..!ويبتسم له الحظ باكرًا ويشاهد عجوزًا مع طفلها.. وعند ركوب العجوز والطفل يسألها: إلى أين يا خالة؟ فترد عليه: إلى بيت الزكاة.. ويدرك حينها بأن هذه العجوز لم تذهب إلى بيت الزكاة إلا لطلب المعونة.. فيوصلها ويمتنع عن أخذ الأجرة، ويحتسب ذلك عند الله تعالى.ويبتسم له الحظ مرة أخرى، فيشاهد أحد العمال من الجنسية الآسيوية ومعه أجهزة اتصالات وأجهزة كمبيوتر, فيقوم بإركابه وتحميل أجهزته, وعند سؤال العامل عن هذه الأجهزة.. يقول له بأنها للاتصالات الدولية، حيث إنها تعود عليه بالفائدة الكبيرة ولا يوجد قانون يجرمها وحتى إن قبض عليه فالواسطة موجودة!وبعد مرور دقائق يسمع صوت الدورية ورجال الأمن وهم يأمرونه بالتوقف !!وعند وقوفه يحرر له رجل الأمن مخالفات لا تعد ولا تحصى.. تحميل ركاب وانتهاء رخصة القيادة وانتهاء دفتر الملكية ومخالفة شرط الأمن والمتانة مع حجز المركبة ورخصة القيادة المنتهية.. وطبعًا الراكب يذهب ومعه أغراضه لأنه لم يرتكب أي جرم يذكر!يذهب ماشيًا ويتمتم ويتحسر على حاله، ويفكر بأن يذهب إلى بيت الزكاة؛ لعل وعسى أن يجد ما يعوضه عن هذه المخالفات؛ لأن ميزانيته لا تسمح بدفعها بوجود التزامات كثيرة منها إيجار المنزل ورسوم مدارس الأولاد والطعام لأفراد الأسرة.. ولأنه ليس من حدس وليس من السلف وليس لديه معرفة في بيت الزكاة، فالمعونة تكون صعبة جدًّا !يرجع إلى منزله بكل حسرة وقهر لضيق حاله وعند باب المنزل يجد صاحب المنزل يطالبه بالإيجار، وإلا سيقوم برفع دعوى في المحكمة لأخذ حقه،ويعده خيرًا لعل وعسى أن يقوم بيت الزكاة بصرف مبلغ له.. وتركض الأيام مسرعة، فيقوم صاحب المنزل برفع الدعوى، ويتم ضبط وإحضار الرجل المغلوب على أمره.. وعند دخوله إلى المخفر بعد تحويله من قبل الدوريات، يشاهد الآسيوي الذي يتاجر بالاتصالات الدولية يخرج من المخفر مبتسمًا بعد ضبطه والإفراج عنه وهو فرِحًا كثيرًا بعد قرار وكيل وزارة الداخلية لرجال الأمن بعدم التعرض لهم وعدم مداهمتهم وإلا سينالون العقاب العسير؛ حيث إن ذلك ليس من اختصاص رجال المخافر أو الدوريات.ويدخل نظارة المخفر بعد أن كان هو من يحرس هذه النظارة في يوم من الأيام.. ويدون اسمه في الأحوال كمحجوز في المخفر بعد أن كان هو من يخط بقلمه حضوره إلى الواجب في هذا الدفتر في يوم من الأيام.. تضيع الأسرة وتتشرد دون سكن أو ما يسد جوعهم لحجز معيلهم الوحيد.يجوع البشر في دولة تطعم شعوب العالم بأسره.. يتشرد قوم في دولة تبني المساكن لشعوب العالم.. يسجن رجل يعمل بشرف في دولة تحمي المجرمين وسراق المال العام.. يسجن رجل كان يحمل السلاح ويسهر الليل من أجل أمن الكويت !!القصة ليست من واقع الخيال!! بل هي لرجال كثيرين قهروا وتحملوا همومًا لا تتحملها الجبال.بل يوجد رجل افترش الأرض بعد بيعه لأثاث منزله لعدم استطاعته العمل لإعاقته.. وتعلمون من أين أتت الإعاقة؟؟ من تفجير موكب الأمير الراحل عندما كان يعمل كجندي في الحرس الأميري وتم إيقافه عن العمل بعد التحرير بحجة قيد أمني !ولولا لطف الله تعالى ومساعدة الشيخة أوراد جابر الأحمد لما رجع هذا الرجل إلى عمله وطبعًا ما زال القيد موجودًا !
عفوًا أيها القانون.. !! لقد خذلت الضعفاء والمساكين ووقوفك دائمًا يكون بجانب القوي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق